
في أقصى الجنوب وفي وسط الصحراء الجزائرية وعلى مسافة تقدر بحوالي 1700 كلم عن الجزائر العاصمة تتواجد ولاية تمنراست ومقاطعاتها التي حددت ملامحها الأساسية عبر العصور متأثرة بالمحيط الجغرافي والمجال الفكري الذي ساد المشرق والمغرب وتفاعل السكان وظروف هذه المنطقة تأثرا وتأثيرا .
إن شان التراث الذي أنجزه الإنسان في منطقتنا دليل على إثبات وجوده وتفاعله الطبيعي مع بيئته الصحراوية القاسية بأساليبه البسيطة المستثيرة للقلوب وسريعة الاستقرار في الذاكرة ، ومهما حاولنا أن نشمل استيعاب هذا المخزون الشعبي بأكمله فإننا لا نستطيع لكثرة تشعبه وتوسعه ، فاكتفينا باختيار مجموعة متنوعة من النماذج الجديرة بالذكر والإعجاب والإطراء ، وسعيا وراء تبسيط جمع هذا البحث اتبعنا طريقة الشمولية لكل عنصر أساسي في التركيبة الاجتماعية لنمس كل المستويات حسب الأدوار والمكانة في الحياة الاجتماعية وركزنا على مادة تمثل جزءا هاما من النسيج الاجتماعي لهذه المنطقة العريقة .
إن دراستنا هذه قبل أن تخضع للمنهجية العلمية في العادات والمعتقدات تخفي تأثرها لأولئك الآباء الأوائل الذين صنعوا العادة وعملوا وأبدعوا منذ حقبة من الزمن على هذه الأرض السخية ، ولذلك فإننا ندين لهم بالسبق لما توصلوا إليه لأنها موهبة قبل أن تكون فنا من الفنون أو علما من العلوم .
في عمق الحدث| تمنراست وأزمة السياحة الصحراوية
المولد النبوي الشريف :
هو عيد من الأعياد الدينية يحتفل به المسلمون كل سنة لتخليد ذكرى ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم.يوم12 ربيع الأول منكل عام.
وكما في كل البلاد الإسلامية والوطن الجزائري بمختلف ولاياته فإنها تحتفل بهذا اليوم العظيم بطرق مختلفة, أما في منطقتنا فإننا نحتفل فيه بأسلوب خاص. فقبل عشرين(20) ليلة من هذا اليوم تقام سهرات حميمة في المساجد ,وتقرأ فيها قصيدة الوسائل المتقبلة في مدح خير البرية لابن مهيب وتسمى "البشير",وتكون قراءة هذه القصيدة في شكل فرقتين تقرأ الفرقة الأولى تخميسة, والفرقة الأخرى تقرأ التخميسة التي بعدها,وفي كل مرة يبدل شيخ القعدة اللحن المستعمل
مرحــبا فــي بـلادي تـمـنـراســت
عـاشــوراء:
هو يوم من أيام الله كانت اليهود تصومه فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبب صيامهم في هذا اليوم, فقيل أن الله تعالى نجا فيه سيدنا موسى عليه السلام من فرعون. فقال عليه الصلاة والسلام :"نحن أحق بموسى منهم" . ولمخالفتهم شرع صوم يوم التاسع والعاشر من هذا الشهر, ومنه بدأ الاحتفال بهذا اليوم في كل الأقطار الإسلامية كل حسب طريقته.
أما في ولايتنا "تمنراست" وقبل عاشوراء بيوم وهو اليوم التاسع تتسارع الفتيات لتحضير وسائل الزينة وصنع "الدباليز" أي الأساور من الطين والجلد المدبوغ ومن "البرومي " أي"القش" , وسلاسل من "البوعبوع" وهي الأصداف والقواقع التي تجلب من البساتين أو جداول الماء. أما الصبيان فيصنعون "لمكاحل" وهي بندقيات من جريد وسعف النخيل, فيما يحضر الكبار الطعام فالجميع يحتفل بهذا اليوم المبارك. ويسير موكب البنات نحو "الجنة" أي واحات النخيل وهم يرددن هذه الكلمات:
عاشور يا عاشور صدقة عليك لو لقيتني مرا
ندير ليك الخوص والدباليــز وكل بسالـة
تمنراست ... مابعد العاصفة الزرقاء
الـعـورفــات:
هي عبارة عن عادة محلية في ولايتنا تتمثل في أشكال ورسومات ترسم في ألواح الطلبة بالقلم والدواة في الكتاتيب القرآنية ويجلب التلاميذ معهم بيضة يعطونها للطالب "الشيخ".
فقبل أسبوع من كل عيد سواء عيد الفطر أوعيد الأضحى تعقد في الكتاب جمعية تتكون من الشيخ المعلم "الطالب" وبعض أعونه من الذين يتقنون هذه الرسمة على اللوح فيأتي التلاميذ ببيضة أو بيضتين مقابل زخرفة لوحه برسمة وهذه الأخيرة تكون في أشكال معينة حسب سن الطفل وهي موضحة في الأشكال) شكل-1-) (شكل-2-) (شكل-3-) (شكل-4-) .
وعند خروج الأطفال من المسجد بألواحهم يذهبون إلى مساجدهم وهم يرددون هذه الأغنية :

تقع ولاية تمنراست علي مسافة 1981 كلم
جنوب الجزائر يحدها من الشمال ولاية
غرادية و ورقلة ومن الشرق ولاية اليزي
ومن الغرب ولاية ادرار ومن الجنوب النيجر
ومالي وهي اكبر الولايات الجزائرية مساحة.

ما أجمل بلادي و لا كل البلدان
رقصة جاقمي تمنراست
أسبــوع الفقــارة :
وهو أيام يخصصها السكان لتنظيف وإخراج الرمال والطين من آبار متتالية تسمى الفقارة, والسواقي. وهذا الأسبوع غير محدد بأسبوع فقط وليس له وقت معين في العام , فكلما رأى كبار البلاد وأهل الاختصاص ضرورة ذلك دعوا الناس إلى " أسبوع الفقارة " وأنه يبدأ يوم كذا وكذا .
والفقارة معجزة تاريخية حضارية مجسدة , وتصميم متناهي الدقة أنجزها الآباء الأوائل للمنطقة لإيصال مياه الشرب للواحات والأنعام والأنام, وهذه الآبار حفرت بالحجارة الحادة في الوقت الذي لا يملكون فيه لا الحديد ولا الفأس , وهي تتكون من مئات الآبار مشقوق بينها بطريق يسمى "النفاد" , ويبنى مجرى تحت الأرض تسمى" اغسروا " وعندما يظهر الماء على سطح الأرض تبنى له ساقية من مخرج الفقارة إلى" القصرية " التي هي حجر كبير يشقق إلى منافذ صغيرة على شكل أسنان المشط لتوزيع الماء على المشتركين وله نظام خاص تحترم قواعده من طرف الجميع , ويكون سجل يحمل أسماء المشاركين وعدد أو نصيب كل مشترك من" الحبات " .أما قانون الفقارة فيطول الكلام فيه نغض الطرف عنه بالتحدث فيه بإيجاز .
جمال وروعة السياحة في صحراء تمنراست وبين جبالها

دهشة الأجانب ببلادي
الخـــاتمــة
إن العادات والمعتقدات ومهما كان بعدها الثقافي أو الإجتماعي أو النفسي فما هي إلا تراث ثقافي تذخر به منطقتنا , ومهما طال الكلام فيها يبقى حبرا على ورق . فتذوق الشيء يقتضي الخوض فيه وعيشه . والعادة أو المعتقد تتفاوت قيمتها فيما بينها حسب اعتياد الناس عليها والإيمان بها ، وفي ولاية تمنراست وبلدياتها يوجد عدد لا متناهي منها ، وأحيانا نجد في العادة الواحدة أشكالا أخرى عديدة من التقاليد يطول الكلام فيها لذلك تجنبنا الحديث عنها مثل الزواج والوفاة . وهذه الأشياء كالكائن الحي تولد وتموت كل حسب ما أعطاه الزمن من نصيب . ونحن الأجيال بدورنا سنحاول ولو بجهد قليل الحفاظ ما أمكن من هذا الموروث الذي يبين مدى أصالة وعراقة مجتمعنا الصحراوي أولا والجزائري ثانيا والعربي ثالثا .
أملنا ورجاءنا أن يجد هذا العمل المتواضع نصيبا من القبول مع اليقين بأن الكمال المطلق غاية لا تدرك




اتمنى هذا التقرير نال اعجابكم
فهلا وسهلا ومليون مرحبا بالجزائر الحبيبة
ودي للجميع
لذلك اشتهر رجال التوارق بوضع اللثام
كما تقول روايتهم الشعبية انه عبارة
عن خجلا واجلالا للمرأة التي تسير
هي دون الحاجة الي تغطية وجهها.
كما كان قديما ينسب الطفل الي امه
وليس الي ابيه مهما كانت مكانة هذا الاخير.
لذلك اصبح المجتمع التارقي وبالرغم
من بدواته وبساطته الا انه يمنح المرأة
مكانة الاولوية كما كرسوا احترامهم الشديد للمرأة
لدرجة توليها اعلي المناصب وهو الملك.
مدينة تمنراست العريقة
حظارة ..اصالة وتميز
قبلة السواح من كل انحاء العالم
جوهرة الصحراء ومدينة التوارق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم حبيت اخدكم بجولة سياحية لمدينة السياحة وجوهرة
الصحراء تمنراست
اتمنى ينال اعجابكم





مشهد من السماء على تمنراست و جنات الجزائر
قال الإمام الشافعي رحمه الله:
ومـــن لــم يذق مـــر التعلم ســـاعة = تجرع ذل الجهـل طـــول حياتــه
ومــــن فاتــه التعليم وقـــــت شبابه = فكبــــر عليه أربعـــــا لـــــوفاته
وذات الفتى – والله – بالعلم والتقى = إذا لـــم يكونا لا اعتبـار لــذاته